]b][ بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد
امييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييينb]
مراحل الخطيئة
فى غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة على الانسان دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف اليه زحفاً حتى تصل اليه بشئ من التدريج. لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية، ويرقب تطورها، ويحترس..
* ومراحل الخطية تبدأ غالباً بإتصال، ثم انفعال، فاشتعال
فتتصل الخطية بأى شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة، أو المعاشرات الرديئة، أو لقاءات الحياة العادية. فإن أعطاها مجالاً، قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالاً فكرياً أو عاطفياً أو بطريق الحواس. فإن تهاون مع هذا الإنفعال، يشتد فيتحول الى اشتعال. وفى هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج الى الداخل، وفى هذا خطورة. وقد يتطور الأمر الى ما هو أشدّ...
* يتطور الأمر الى صراع داخلى، ربما ينتهى الى تسليم وسقوط...
إنه صراع بين الضمير والخطيئة، أو بين الروح والمادة. وهذا الصراع يدل على الإنسان رافض للخطيئة، وأنه يقاوم. وهى مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط. وهكذا يكون الانسان قد أوقع نفسه فى هذا الصراع بتهاونه فى المراحل السابقة...
***
* والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة
ويتوقف على مدى مقاومة الشخص، وعلى تدخل النعمة لإنقاذه... فقد تدركه المعونة الالهية، وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه. وقد يتعب من الصراع ويفشل، ويلقى سلاحه ويستسلم ويسقط. وذلك لأن الخطيئة من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل
* فإن سقط الشخص فى ذلك الصراع مع الشر، لا يتركه الشيطان بل يستمر فى محاربته له، حتى تتكرر الخطيئة، وحتى تتحول الى عادة أو الى طبع فيه. ويصل الى الوضع الذى لا يستطيع فيه أن يقاوم...!
* وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية. حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه، كعبد له وللخطية التى سيطرت عليه. ثم لا يكتفى عدو الخير بأن يجعل فريسته عبداً له، إنما يتطور الى ما هو أبشع...
* تتطور العبودية الى مذلة العبودية..!
أى الى الوضع الذى يشتهى فيه الشخص الخطية التى تسيطر عليه، ولا يجدها..! ويطلبها متوسلاً بكل قواه. يتوسل ولا يتوصل.. كمن يطلب شهوة المال، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء، أو الانتقام أو التشفى. ويسعى بكل رغبات قلبه لعله يجد... وكأنه يتوسل الى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية! وهذه مذلة.. وقد يتمادى الشيطان فى غروره، ويحتقر هذا الشخص الذليل..!
***
* فلينظر كل شخص فى أية مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟
* وليختصر الجهاد والصراع، ويبعد عن الخطوة الأولى
فهذا أسهل له وأربح وأكثر ضماناً. كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية، يدل على عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه.. ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه
إنه من السهل على أى شخص، أن يقتلع من الأرض نبتة صغيرة أو شتلة أو شجيرة. ولكن إن صبر عليها حتى تصير شجرة ضخمة، حينئذ يكون من الصعب عليه اقتلاعها. وهكذا مع فكر الخطيئة منذ بدايته...
* قد ينتصر انسان على فكر شرير بعد صراع مرير، ولكنه فى أثناء الصراع يكون قد نجّس ذهنه وربما قلبه
وحتى إن طرد الفكر من عقله الواعى، قد يبقى فى ذاكرته وفى عقله الباطن. وربما يعود اليه بعد حين، أو يظهر فى أحلامه أو فى ظنونه... فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر، قبل أن يستمر، وقبلما يتسع نطاقه فى تدمير الروحيات. والانتصار على الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال. فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية.
يقول داود النبى فى المزمور "طوبى للانسان الذى لم يسلك فى مشورة الأشرار، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس".. لذلك لا تسمح للخطيئة أن تتطور معك، أو تجعلك تتطور معها. ومن أول خطوة ابتعد عنها. هذا اذا كنت تريد أن تتوب، وأن تحتفظ بقلبك نقياً...
***
* لذلك فى أية مرحلة من مراحل الخطية وجد الانسان نفسه، فليجاهد أنها لا تتطور الى أسوأ
لأن الإرادة تكون قوية فى أول القتال، أعنى فى مرحلة الإتصال. فإذا وصل الشخص الى مرحلة الانفعال، تكون إرادته قد بدأت تستجيب للخطأ. وفى الإشتعال تكون قد ضعفت. أما فى مرحلة الصراع، فإن الإرادة تكون بين الحياة والموت. وإن سقطت تكون قد وقعت صريعة فى حربها ضد الخطية. وفى حالة العبودية للخطية تكون الارادة قد ماتت تماماً. ويصبح الانسان حينذاك مسلوب الارادة.. إذن فليعلم هذه الحقيقة جيداً:
إنه كلما يخطو خطوة فى طريق الخطية، تضعف ارادته
وكلما يضعف، يميل الى الخطية، ويكون قد أعطى الشيطان مكاناً ووضعاً داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة اخرى نحو الخطية، تقل مخافة الله فى قلبه، ويكون سقوطه بالعمل متوقعاً جداً...
***
والانسان الحكيم لا يستهين بأية خطية، مهما بدت صغيرة...
فأى ثقب بسيط فى سفينة، قد يتسع اذا اُهمل حتى يتحول الى كارثة غرف. ونهر النيل بمجراه العظيم بدأ بقطرات مياه أمطار سقطت على جبال الحبشة واستمرت فى سيرها حتى وصلت إلينا نهراً. وأطول مشوار فى طريق الخطية بدأ بخطوة واحدة
لذلك فلنحترس مدققين من جهة أى تهاون أو تراخ فى كلامنا أو تصرفنا، عارفين أن من يهتم بالقليل، سيهتم بلاشك بالكثير. وكما يقول المثل الانجليزى "اهتم بالبنس، فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه" لذلك كن دقيقاً جداً. فربما خطأ بسيط يجرّ الى مشاكل كثيرة. بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص...
فالذى يهتم بالحشمة مثلاً وهو داخل غرفته، لابد انه سيحتشم خارجها. الذى فى حجرته الخاصة يستحى من أرواح الملائكة والأبرار، هذا لابد سيسلك باحتشام فى الخارج أمام الناس، وتصير الحشمة من طباعه التى يقودها. وهكذا فى باقى تصرفاته...
* إن الشيطان ذكى جداً. لا يهاجمك بخطية بشعة دفعةً واحدة. لا يطلب منك باباً واسعاً يدخل منه الى حياتك. وكل ما فى الأمر أنه يستأذنك فى ثقب إبره. وقد لا تبالى فتسمح له. وهذا يكفيه، ويظل يوسعه حتى يتلف حياتك كلها...
* حقاً ما أكثر الخطايا التى تدخل من ثقب إبره..!
إنه لا يدعوك مثلاً الى إهمال الصلاة، لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد. ثم يظل يؤجل ويؤجل حتى يفوتك موعد الصلاة أو تنساها. وهكذا يفعل معك بالنسبة الى التوبة..
***
* والخطوة الأولى الى الخطية تختلف من شخص الى آخر، وتتنوع حسب الظروف. فكن يقظاً من هذه الناحية. واذا دُفعت الى الخطية الأولى، فلا تكمل وتصل الى الثانية...
واحترس من أن تكون الخطوة الأولى بالنسبة اليك، هى الغرور والثقة الزائدة بالنفس التى تقودك الى عدم الاحتراس أو الى شئ من الفتور...
كذلك استفد من دراسة الخطوة الاولى التى اسقطت غيرك. وبخاصة اولئك الذين كانوا أقوياء، أو ظنوا أنهم أقوياء
وبالاحتراس من الخطوة الأولى، تتدرب على حياة التدقيق وعلى حياة الجهاد الروحى. وليكن الله معك
[