كثيرًا ما يتحدث القديس أغسطينوس عن القديسة كريسبينا باعتبارها معروفة في أفريقيا في زمانه، ونعلم منه أنها كانت ذات منصب كبير في ثاجارا Thagara في نوميديا Numidia، وكانت متزوجة ولها عدة أبناء. أثناء اضطهاد دقلديانوس أُحضِرت أمام الوالي أنيولينوس Anulinus في ثيفيستي Theveste بتهمة تجاهل الأوامر الإمبراطورية. حين وقفت أمام أنيولينوس في المحكمة أخذ يجادلها ويهدّدها إن لم تذبح للآلهة حسب أوامر الإمبراطور، أما القديسة فكانت حاسمة في ردودها عليه، حتى أمر في نهاية حوارهما بحلق شعرها تمامًا إمعانًا في إذلالها وإهانتها أمام الجموع. ولكن حين رآها ثابتة سألها: "هل تريدين أن تعيشي أم تموتي مثل رفقائك ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا؟" فأجابته القديسة: "إذا أردت أن أموت وأسلم روحي للّهلاك والنار التي لا تُطفأ فينبغي لي أن أطيع أوامرك". ولما رأى أن التهديد أيضًا لا يؤثر فيها أمر بقتلها بالسيف، أما القديسة فصرخت قائلة: "المجد للّه الذي نظر إليَّ وأنقذني من يديك". وهكذا نالت إكليل الشهادة في الخامس من ديسمبر سنة 304م. Butler, December 5.