اخواتى
كلما كبرت درجاتنا ومراكزنا
كلما ذاد كبرنا وعلت نظرتنا لذاتنا
فنجد انفسنا ننظر لمن هم اقل منا
نظره من فوق... من فوق الكرسى
ونجد اخرون اعلى منا ينظرون الينا ذات النظره
فنبتدى نهتم بمظهرنا وملابسنا وكافه وسائل رفاهيتنا
علها ....تضعنا فى مركز اعلى من اصلنا
وبينما تلك نظرتنا فى الحياه
هناك بالبشر اشخاص لا يعرفون تلك المعانى
يعيشون بقلوبهم ...يفترشون اجسادهم على الارض...ياكلون من فتات البشر....ينامون تحت سلالم الاخرين..يجلسون تحت الكراسى
نعم اخواتى
نراهم يوميا ونشاهدهم ولكننا لا نشعر بهم
بل ربما ننظر اليهم نظرات الاشمئزاز او الشفقه او الرثاء
ننظر الى عيونهم
ونرى وجوههم وهى تشتهى فتات اكلنا
ولكننا نغرب وجوهنا عنهم
ربما لانشغالنا بمن هم اعلى منا
وربما لا نهماكنا فى اغراضنا الشخصيه
وربما لاننا لا نريد ان نتعب انفسنا باخرين
لا نعبا بهم ولا نهتم لحالهم
ولا حتى نرغب فى ان ننظر الى وجوههم
اخواتى
هولاء البسطاء....هم من يدخلون السماء
هولاء الفقراء....هم من ينظرون عذاباتنا وهم يرثون لنا
هولاء الابرار...هم من تفوح ريحتهم وعطرهم بعد نياحتهم
قصتى معكم اليوم
قصه
و
احد
من هؤلاء
.
قصه
بضابا العبيط
الذى يرتدى جلباب وطاقيه من نفس قماش الجلباب
ال
مهلل
يحضر مبكرا قبل القداس
وبيده قطعه صغيره من القماش
يذهب الى كنيسه الملاك يمسح بها مذبحه ومن ثم المنجليه ثم صور الاله ووالدته ثم صور باقى القديسين
ثم ينتقل سريعابنفس الهمه من كنيسه الملاك الى كنيسه مارمينا
ليعمل نفس عمله بذات القماشه المذبح ثم المنجليه ثم الصور
ومنها الى كنيسه مارجرجس
ثم لكنيسه مارمينا
ثم يختار مكانا مشمسا فى فناء اخر كنيسه
ذهب اليها
و يفترش الارض بها
والجميع ينظر اليه بذات النظره المملؤه سخريه وا
ستهزاء
البعض يلقى له بلقمه والبعض يعطف عليه بقربانه
والبعض يعطيه ساندوتش قد ياكله وقد لا ياكله
ولكن الجميع متفقون
...
انه بضابا العبيط
وتمضى السنوات
سنه تلو الاخرى
ومات ال
........
اعنى بضابا
ولكن اين بيته ؟؟؟؟من سيدفنه؟؟؟ من سيكفنه ؟؟؟
من سيقوم معه بواجب الدفن؟؟؟؟
ليس له اهل او اقارب او اصدقاء
لم يترك سوى قماشته المهلله والتى يمسح بها
مذبح وصور الاله
الى ان علم الانبا مينا المتنيح مطران جرجا مكانه
واوما لاحد ابنائه
بان يذهب الى سلم احد الاتقياء المسيحين
ليكفن بضابا ال...........
وفعلا اخواتى
ذهب التلميذ ومعه الكفن والصندوق
وابتداء يمسك باناء الماء كى يغسل جسد ال......
ولكن كلما يضع القماش المبلل يشتمرائحه البخور
فيبللها مره اخرى ليمسح الجسد الملقى امامه ليشتمرائحه الحنوط
وفى لحظات انتشرت رائحه الحنوط والبخور بصوره بالغه الوصف
وامتلا فناء المنزل بالاشخاص الذين يشتمون ذات الرائحه
واسرع التلميذ يعدو يخبر الانبا مينا
فارتدى الانبا مينا ملابسه وركب الحنطور
وبمجرد ان دخل فناء المنزل الا ....وتسمرت قدمه
واخذ يرشم الصليب قائلا:مبارك اسمك يارب
نعم انك..... اخترت الجهلاء والفقراء
وامسك بكوب زجاجى وملاءه من الماء
الذى غسل به جسد بضابا العبيط
اعنى بضابا القديس الذى لم يعرفه احد
وشربه
واخذ الجميع يتناولون من بركه هذا الماء المقدس
بعد سيدناوحملوا القديس على الاعناق
ودفنوه بمكان خاص كما اوصى نيافه الانبا مينا
عندئذ اخواتى استدار الانبا مينا ونظر للجموع وقال:ياما ناس فى وسطنالا نعلم مقدارهم ولا مكانتهم امام الله
اخواتى هذا ال....... الذى ينظر اليه البشر نظرات الرثاء والشفقه
هو....من فضله الله علينا
هو....من اخذه رب المجد الى احضانه
هو....من استقبلته الملائكه بالابتهال والتهليل
.....هو بضابا ال
الله يعطينا نعمه التواضع
وعدم النظر الى الاخرين من فوق الكراسى
بل النزول الى احضانهم والنظر فى اعينهم
والاقتراب من قلوبهم
علنا نتعلم منهم كيف نجلس تحت الكرسى
وليس فوقه